الزعيم نزار بركة لا يفهم لماذا يتوق 70 في المائة من شباب المغرب إلى الهجرة، في حين أن المغرب فيه الخير !
ونحن نرى من جهتنا أن المسألة لا تستعصي، إطلاقا، على الفهم. الشباب يريد الهجرة لغايات متعددة، منها الاطلاع على آخر موديلات السيارات الفاخرة التي تنتجها كبريات الشركات العالمية، سيارات كتلك التي تضعها الدولة مجانا تحت تصرف الوزراء والنواب، وبعض المحظوظين، وأيضا للاستمتاع ب “الكونفور” الذي تيسره الفنادق الفخمة في باريس ولندن ونيويورك وروما، لأن شبابنا يتوق إلى الكونفور الذي ليس “حتى لتمة” في المغرب. !
الشباب يطمح إلى الهجرة أيضا لـيجد ظروف المكان والزمان، من أجل “تبدير” أمواله في الحانات الراقية، وأسواق الـ VIP، و كازينوهات القمار أو، باختصار، لهدر الوقت في ظروف لا تسمح بها بلادهم. إلى غير ذلك من الأسباب التي لا تغيب على متتبع لأوضاع الشباب المغربي في بلادهم. !!!……
أما أن الزعيم لا يقبل إشادة شباب المغرب ببلد أجنبي، بمجرد القفز على الشريط “الحدودي” والنجاة من همجية “الوارديا سيفيل“، فهذا أمر للزعيم فيه كل الحق. إلا أننا، بشيء من “استعمال العقل” نستطيع أن نفهم أن القفز على الحدود، أو النجاة من الغرق في أعالي البحار، حين تتكسر قوارب الموت، تحت ضربات الأمواج العاتية، فإن الشباب، ساعة دخول أرض ليس مرحبا بهم فيها، ولو أنها جزء من أرضهم، يسعون بكل ما أوتوا من قوة وذكاء و“شيطنة“، استجداء عطف ولطف حراس الطريق أو قطاعها، بالهتاف الذي استفز زعيم حزب الاستقلال الذي وعد بالعمل على “تعزيز روح الانتماء للوطن“.
وكنت أتمنى أن أوجد في “بلاتو” برنامج “نقطة إلى السطر” لأسأل السيد بركة، عن “الخير” الذي قال إنه “موجودٌ بالمغرب” والذي كان من الضروري أن يثني الشباب عن “حلمهم” بالرحيل عن “مغرب القرن 21. ”
حقيقة إن المغرب بلد الخير “والخمير” وأن شباب المغرب الراغب في الهجرة، وأحيانا في التخلي عن “مغربيتهم“، في مغرب القرن الواحد والعشرين، هم خير خيرات هذا البلد، ولكنه يُهدرويهدر شبابه إذ كيف ، مثلا، لشاب تحصل على درجة رفيعة من التعليم العالي في أكبر المعاهد الفلاحية بأوروبا، وفضل أن يضع نفسه وخبراته في خدمة بلده، أن يتقبل وضع العطالة لسنوات، بينما ابن الوزير الأول والثاني والثالث وأبناء الألبّة والذوات يحصلون على العمل قبل أن يغادروا الجامعة، إذا كتب لهم أن ينجحوا في الوصول، يوما، إليها… ….
الخير موجود فعلا، بالمغرب، يا حضرة، ولكن من يوصلك إليه إن عدمت من يظلك بمظلته الواسعة، ويحشرك بين الناس الألبة حيث “الهواتف” تحل كل المشاكل، وتنقذ من جبروت القوانين والمساطير و “المنادف” !….
عزبز كنوني